الأربعاء، أكتوبر ٢٥، ٢٠٠٦

ثلاث رسائل ... بلا جواب - الرسالة الأولى

إلى أخي الذي لم تلده أمي / حماده
أتعلم أني اشتقت إليك كثيرا يا من كنت دائما تثير أعصابي بأفعالك الجنونية ، نعم لقد عاتبتني أني لم اذهب إلى بيتكم فور معرفتي ، و لكن هلا تخبرني كيف لي أن أدخل بيتكم و لست موجودا به لترحب بي ، و تستفزني بتصرفاتك الصبيانية التي افتقدها بشدة .. أعلم انك تعذرني و أنك ستسامحني .. اعرف أنه مر سنوات على ذلك و لكني اشتقت اليك و لذلك اردت أن أخط شوقي و أنا كلي يقين انك حتى لو شعرت بي الآن فلن يصلني الرد ابدا
محمد لقد كنت لي أخي الصغير الطيب المستفز العصبي الثائر المحبوب من الجميع برغم كل شيء.. كانت علاقتي بك أنت و أختك العزيزة على نفسي من أعز العلاقات و أحبها إلى نفسي .. نعم فرقتنا الايام كثيرا و بعدت بيننا المسافات و لكنكم ظللتم دوما في بالي .. و حين خرجنا سويا لآخر مرة قبل رحيلك ... وجدت شابا يافع ذو عيون براقة .. صاحب ابتسامة تأسر القلوب .. عذب الكلام .. و لم يكن هذا رايي وحدي ... كم أذهلت أبي و أمي حين جئت إلى بيتنا في نفس اليلة ..أذهلتهم بكل شيء فيك .. بحديثك و دعاباتك و أحلامك و طموحك ، و شعرنا جميعا أنه لا مجال للبعد ثانية مادمنا عدنا جيران مرة أخرى ، و ما أجمله من احساس بأن الوقت لم يمضي و بأن الماضي أعدناه من جديد
و حين علمت بأمرك صدمت من هول المفاجأة .. لم أتصور أن ترحل هكذا دون وداع .. ولم أعرف كيف أهون على نفسي ، من اين أتت كل تلك الدموع ، دموع الفراق و الألم و الحسرة ، لقد كنا آتيين لكم لندعوكم لفرح أختي ، و هالتنا الصدمة و أدركت لحظتها كم كنت قريبا إلى نفوسنا جميعا .. و جاءت زيارتي متأخرة لبيتكم ، فلم اقوى أن أذهب مع أهلي إلى هناك في البداية.. و لكن مر الوقت و و وصلني عتابك على التأخير .. و قررت أخيرا الذهاب ... و حين رأيت التساؤل في عين أختك و صديقة طفولتي أخبرتها أني لم أقوى أن آتي دون أن اراك.. لم أعتاد بعد أنك لست هناك...لم أستوعب أنك لن تستقبلني بتلك الروح المرحة .. و لكني تيقنت ايضا أنك ستظل دائما في قلوبنا... و هذا ما أعانني لأنها ذكراك لن تذهب بذهابك ... و لن تفارقني بفراقك ... و يوما ما سنلقاك يا اخي الصغير .. و إلى ذلك الحين لك مني كل الحب و الدعاء بأن تكون من ساكني جنة النعيم اللهم آمين
أختك المشتاقة دوما إليك