الأربعاء، نوفمبر ٢٩، ٢٠٠٦

يا طيب ... اشتقت إليك

اولا دعني اقبل يديك الحانيتين و جبهتك و اقول لك بعدها كم اشتقت إليك حقا يا أبي .. اشتقت لكل ما فيك .. لتلك الابتسامة الطيبة التي لا يلحظها الكثيرون .. تلك النبرة الدافئة في صوتك و أنت تسأل عني و عن أخباري .. اشتقت لعينيك التي أرى دوما فيهما الدعاء لي و لأخوتي .. و تلك اللمعة التي رأيتها فيهما حينما كنت معك آخر مرة .. أتذكر ذلك اليوم فيزداد شوقي لك .. يومها جئت إلى مصر دون أن تعلم .. و حين فاجأتك أخذتني في حضنك و دمعت عيناك و كم كان حضنك دافئا .. حمل كل معاني الحب و الشوق و اللهفة .. لم تلمني وقتها أني جئت فجأة مثلما فعلت أمي .. بل اكتفيت بأنك رأيتني و أطمأن قلبك و قرت عيناك برؤيتي .. لحظتها شعرت أن تلك الدنيا لا تسوى شيئا مقابل لقاءك يا أبي .. في تلك الأيام القليلة التي قضيتها معك شعرت بمعنى البيت حقا .. آمنت أنك سندي في هذه الدنيا .. و كم كان وداعك صعب على نفسي .. حين قلت لك أني اريد أن أاجل سفري .. لم توافق يا حبيبي و قلت لي توكلي على الله و قبلتني و دعوت لي .. و ما أن ركبت الطائرة حتى شعرت بالرهبة لفراقك .. كنت أتمنى لو أني تشبثت برأيي و أجلت سفري و قضيت معك بضعة ايام أخرى و لكن قدر الله و ما شاء فعل
اليوم يا أبي أكتب لك لأقول كم اشتقت إليك .. و أحن لأيامي معك .. أتذكر حين كنا نستيقظ صباحا أنا و أنت .. و قبل أن أذهب إلى الكلية .. أذهب لأحضر الفطور و نفطر سويا .. و يبدأ الجدل حتى أغير قناة الجزيرة التي تتابعها باستمرار لدرجة تستفزني دوما .. و حين يأست من مجادلتك في هذا الشأن .. قررت أن أشاركك المشاهدة بدل من ان نبدل القناة .. و أجلس معك قليلا ثم اذهب إلى كليتي بعد أن تدعي لي بأن يكفيني الله شر الطريق و يسخر لي أولاد الحلال .. و أعود إلى البيت قبل المغرب تقريبا لأساعدك في تحضير الغداء .. و تبدأ مغامرتنا في المطبخ .. فمعظم الأكلات كنا نبتكرها أو على الأقل نجدد فيها .. و كنت أتعجب كيف أنك تتقن الطبخ .. و تبدأ تسرد لي كيف تعلمت الطبخ أيام الشباب و الوحدة .. و بعدما نفرغ من الغداء أجلس معك لنبدأ الحديث عن السياسة .. كم اشتقت لحديثك يا أبي .. لا أنكر أني تأثرت بآرائك في كثير من الأمور .. و لا أنكر كذلك أنك غيرت لي بعض الأفكار .. لأني فهمتها منك أكثر .. أود لو أني اتحدث معك الآن عن أنورالسادات .. أعلم جيدا أنك تحبه و علمتنا نحبه مثلك .. و علمتنا كيف ندافع عنه و لكن عن اقتناع و ليس فقط لأنها وجهة نظرك ... و حين تتحدث عن الدنيا بشكل عام ..و عن ذكرياتك ايام شبابك و قصو جوازك من أمي الطيبة ... أكون معك مثل الطفل الصغير الذي لا يزال يتعلم من جديد معنى الحياة ... كم أحن لتلك الأحاديث معك
هل تذكر أيضا أيام الامتحانات .. أني أضحك الآن و أنا أتذكرها .. كوب الشاي الذي كنت تعده لي يا أبي .. قيامك في الفجر لتطمأن علي و صلاتي معك جماعة .. شاكرة لك أنك كنت تذكرني دوما بالصلاة .. و قراءة القرآن لي و دعائك قبل نزولي .. و بعد أن أخرج من اللجنة أجدك تتصل لتطمئن ماذا فعلت .. أود لو أني أعود من جديد لأقضي معك تلك الأيام مرة أخرى .. و نبدأ المناقشة حتى في موادي الدراسية من تسويق و اعلان و اقتصاد و مواد المحاسبة السخيفة .. كنت تعلم كم أكره المحاسبة و كنت تعلم كذلك أني كنت أتهرب من مذاكرتها و آذهب إليك مدعية أني اريد أن أتشاور معك في موضوع مهم .. فكنت تضحك لي ضحكة أعرف معناها و ادرك منها أنك تعلم أن حجتي بالية .. و مع ذلك كنت تتحدث معي و بعد قليل تحثني مرة أخرى على المذاكرة .. حتى إنك كنت تجلس معي فقط لتشجعني و تريني أنك أنت ايضا ستذاكر محاسبة مثلي
هكذا كنت و مازالت يا أبي .. رؤوف بي .. لن أنسى يا ابي أنك من جعلني أحب الرسم المعماري .. لن أنسى أن في الشهر الأجازة قبل امتحانات الثانوية العامة أنك أحضرت لي مذكرة عن الرسم المعاري و ظللت تعلمني .. بالرغم من ان أمي لامت عليك لأني لا اذاكر المناهج المقررة .. و لكنك تحايلت على هذا الموقف و استطعت أن تجعلني أوفق بين الاثنين .. و حين ذهبت إلى كلية الفنون الجميلة و بعد شهر دورة تدريبية هناك و امتحنت امتحان القدرات و علمت أني رسبت .. شعرت بحزنك على حزني يا أبي .. لأنك كنت تعلم كم كنت أود أن أدخل قسم عمارة .. و لحظتها عرضت عليا أن أحاول في أي جامعة خاصة و لكني رفضت .. و لكني لم أنسى رأفتك بي و محاولاتك حتى أعدل عن رأيي .. لن انسى أبدا هذا الموقف يا ابي ما حييت
لم أمضي معك يا أبي سوى عام دراسي واحد و أنا في الجامعة .. كانت السنة الأخيرة و لكنها كانت بالنسبة لي من أجمل السنين التي قضيتها .. و حين سافرت و تركتك .. عرفت حقا قيمتك عندي و في نفسي .. شعرت بأهميتي عندك حين حادثتك و قلت لي ( انت كنت شايله حمل كبير معايا ) ياااااه يا بابا .. لقد دمعت عيناي حين قلت تلك الكلمة .. كم وددت لو أني أعود إليك من جديد .. أعتذر لك يا أبي عن كل شيء قد فعلته و ضايقك مني .. اعتذر لك يا أبي و وودت لو أنك معي الآن .. أني حقا افتقدك بشدة .. و لكني كلي يقين أني سأراك عن قريب انشاء الله .. و أعلم أنك تنتظر هذا اليوم مثلي .. و اعدك أني سأبذل كل ما في وسعي حتى ترضى عني دائما .. سابذل جهدي حتى تظل فخورا بي .. لن أخذلك يا ابي ما حييت .. و كل ما أدعوه الآن من الله .. أن يحفظك لنا و أن لا يحرمنا منك يا أعز و أغلى و أطيب قلب .. و ان تمر الأيام سريعا حتى ألقاك .. و لكن أقولها لك من الآن سامحني إذا أتيت هذه المرة ايضا فجأة دون سابق انذار .. أحبك يا أبي و حديثي عنك لن ينتهي أبدا و طلبي الآخير أن تكون دوما راضي عني و أن لا تكف عن الدعاء لي و لأخوتي جميعا .
أبنتك الحبيبة

الأحد، نوفمبر ٢٦، ٢٠٠٦

ببساطة كده و بكل وضوح *

مش عارفة ليه اول ما سمعت الاغنية ده .. حسيت قد ايه فعلا الدنيا مهما قسيت علينا بترجع تاني و تحلى في عنينا ... ممكن بابسط الحاجات فعلا نرجع نضحك من القلب .. ترجع عنينا تلمع من تاني .. يرجع ايمننا بحاجات ممكن في لحظات اليأس نكون فقدنا الايمان بيها .. ازي ممكن يمر على الواحد أيام يحس انه خلاص مش بقى في حاجة واضحة .. و بقى اللون السائد هو الرمادي .. حتى الاسود مش طايله ... و مش فاهم ليه كل ده بيحصل ... و مش عن ايمان قوي يقول الحمد لله .. و واحدة واحدة يرجع ايمانه تاني و برغم كل شيء يقول الحمد لله على كل شيء
الكام يوم اللي فاتوا كانت نفسيتي مش متضبطة .. و مش في سبب معين للحالة ده .. بس فعلا حسيت اني مخنوقة جدا و مش فاهمة و لا متسوعبة أي حاجة .. و يمكن حاولت امنع دموعي كثير .. بس جيت في الآخر و عيطت اوي وو بكيت بحرقة .. بكيت كأني عمري ما نزلت دمعة قبل كده من عيني .. والدي كان واحشني اوي امبارح(والمهندس ربنا يخليه ليه بوست لوحده) .. لحد ما في لحظة اتقلب الحال .. لما تحس انك عطشان أوي و فجأة من غير ما تحس تلاقي العطش راح .. و الدنيا رغم انها برد بس انا حسيت بالدفا كله .. رغم لبس البيت الشتوي حسيت أني أميرة ... بعد الخوف اللي كنت حاسة بيه لقيت بر أمان أرمي عليه حمولي .. احساس يمكن لو فضلت أكتب عنه مش ممكن هاعرف اوصفه برده .. احساس ان الدنيا فعلا رجعت بمبي في عيني .. لسه في خير في كل الحاجات اللي بتحصل .. لسه ايماني ان ربنا بيحبني موجود .. لسه ثقتي في أني ممكن احقق أي حاجة موجودة ... حتى الدموع اللي نزلت بحرقة اتبسطت بيها ... بعد كذا يوم حسيت أني بجد مبسوطة .. مهما كان تعريف السعادة و المقصود بيها .. أنا حسيت كل المعاني بتاعتها .. رجعت آكل عنب أحمر و أنا نفسي مفتوحة ... شربت النسكافيه البلاك و أنا شابفاه أصفى من اللبن ... أكلت الشوكلاته بكل مزاج و متعة
و عشان كل الحاجات .. لما سمعت أغنية أنغام حسيت تاني بيها و قلت هي ده الدنيا حلاوتها تيجي مع مرارتها و هي ده كلمات الأغنية اللي قد ما هي بسيطة وعلى قد ما هي رقيقة إلا ان أثرها في النفس أكيد بيفرق كثير
ببساطة كده و بكل وضوح .. أنا عايشة كده بقلبي المفتوح
ع الناس و العالم كله .. و بنادي زماني و اقول له
أنا كلي شباب و أمال و طموح
و هروح يا زمان مطرح ما تروح
هاشوف وياك افراح و جروح
كل ده عارفاه كل ده مسموح
ببساطة كده
انا وحدة مليش تجربة .. اسالتي بلا أجوبة
الدنيا قالوا متعبة .. لكن عندي استعداد
اركب مركبة في الفضا .. و اغوص في بحور الندى
و القى لندايا صدى .. لو بيني وبينه جبال
انظر و اسمع و اطرح و اجمع
و انزل و اطلع و انجح و ألمع
أنا قلبي ملوش مشكلة .. يعيش مرحلة مرحلة
و اديني بقول ع الملا .. ما بخفش من الايام
بتعلم منها قوي ... و تعلم فيا قوي
لكن انا قلبي قوي .. يتحمل اي الام
اعتب و احكي و اغضب و اشكي
و اتعب و ابكي و اعلن ضحكي
أنا كلي شباب و أمال و طموح و هروح يا زمان مطرح ما تروح هاشوف وياك افراح و جروح كل ده عارفاه كل ده مسموح
ببساطة كده و بكل وضوح
* ببساطة كده - أنغام أغنية قديمة شوية

الثلاثاء، نوفمبر ١٤، ٢٠٠٦

حالة ..... سأسميها هذيان

سألها عن السبب ... ينظر لصورته في المرآة ... يرى جواب عينيها في لمعة عينيه .. فلماذا يدعي أنه ضرير

تحمل له حب العمر كله ... يحمل لها يوما من هذا العمر ... كلاهما يحب ... و لكن هل أحب أحدهما الآخر حقا

لأنك غير منصفة ... لأنهم يكيلوا بمعيارين .. لأنه اشترى ضعفها بقوته ... لأن العدل فر من أخلاقهم .. و لأني ما عدت أفهم كل ذلك .. قررت أن لا أكون

أنه الشهد في ثغري ، لم البث أستشعر و أتلذذ بحلاوته ، حتى أتاني العلقم ليمرر كل جسدي .. شتان بين النقيضين .. فكيف مصبهما نفس الكأس .. أهكذا تكون الحياة دوما ؟؟

هربت منه إليه .. فكان الحمك و الجلاد .. و لكني دهشت كيف لم تقوى رحمته بي أن تمحي آثار سياطه من روحي ؟؟

قالوا لن تحيي فيها وحيدة ... و قالوا لن تجني أو تأخذي معك منها شيئا .. فقلت : و إن كانت كذلك ، لم لا أسلك درب غير دربها من البداية

مرارة الحلاوة : حين يمسح دموعنا عابر سبيل

حلاوة المرارة : حين تبني له دنيا بأكملها فلا تعجبه فتقرر أنه خطأها منذ البداية و أنها ستعيد البناء من جديد حتى يرضى

ما فائدة الحديث إن كان دربه ذو اتجاه واحد فقط لا غير

الأحد، نوفمبر ١٢، ٢٠٠٦

ثلاث رسائل ... بلا جواب .. الرسالة الثالثة و الأخيرة

إلى ابتسامتك الهادئة و وجهك الملائكي اكتب كلماتي
تأخرت في أن أكتب هذه الرسالة إليك .. او لأكون أكثر صراحة تعمدت أني اتأخر ، فكلما وددت أن أكتبها أجدني أحادث نفسي و أقول ماذا سأكتب لك و أنا لم أعرفك و ماذا سأقول و هل ستصدقيني لو قلت اني اشتقت إليك .. ترددت كثيرا حتى اخط كلماتي و لكني الآن قد قررت أن أكتبها و ليكن ما يكون .. و برغم أنك لن تجيبيني فأنا أعلم جوابك من تلك الابتسامة الهادئة التي رأيتها ترتسم على شفتيك في صورتك.
أعرفك من خلاله و أحببتك من حبه لك و حبك المنقوش في وجدانه .. أحببت كيف كنت تكرمينه و تدللينه .. كيف تضمينه إلى صدرك كالطفل الصغير و كيف كان سندك في هذه الدنيا .. اشتقت إليك حين سمعته يحكي عنك و عن حياتك معه .. و حينما رأيت صورتك تخيلتك تبتسمين لي أنا و قلت له ذلك في الحال و كذلك قلت له أنك من أكثر النساء طيبة .. وددت لو أني حقا التقيتك .. وددت لو أني حتى عرفتك أو سمعت صوتك و لو لمرة واحدة ... حين أرى صورتك في عينيه و هو يتحدث أتمنى لو أني أملك نصف ما تملكين .. ليست غيرة صدقيني يا سيدتي .. و لكني أعلم مدى حبه لك ... لا أجد ما أقوله بعد ذلك .. فإن كنت رحلتي فأنا اخبرك الآن أنك ابدا ما فارقتنا .. مازال ابنك الحبيب يحملك معه في كل نظرة و ابتسامة و حكاية يحكيها عنك .. مازال يعرفك على الناس بطريقته الخاصة .. و اعلم انك ستظلين هكذا دوما معه .. و كلي يقين أن كثيرا سيعرفونك مثلما أنا عرفتك و يحبونك مثلما أحببتك و يتمنون مثلي لقاءك
هناك مثلا بالعامية يقول (( اللي خلف ما متش )) و كنت اندهش له كثيرا ..و لكني اليوم و بعد أن قصصت لك حكايتي فأنا مؤمنة به كثيرا ... أشكرك يا سيدتي انك حتى في رحيلك قد سمحتي لي و لغيري الكثيرين أن يعرفوكي .. أن يروا تلك الابتسامة الهادئة التي ما أبهتتها قسوة الأيام أو شدة المرض .. شكرا لك لأنك جعلتيني احبك و اشتاق إليك كثيرا ..
كلماتي الأخيرة لك قالها قرة عينك .. (( اللهم ارحم أمي و أحشرها مع محمد و آل محمد )) اللهم آمين