الأربعاء، أكتوبر ٢٥، ٢٠٠٦

ثلاث رسائل ... بلا جواب - الرسالة الثانية

إلى صديق لم أعرفه طويلا / كيمو
نعم لم اعرفك لمدة طويلة أو لفترة كافية .. مما يجعلهم يستغربوا كيف كنت صديقي .. و أعلم أنه كان بيننا اختلافات كثيرة تحول دون تلك الصداقة .. و لكن بالرغم من كل ذلك كنت عزيزا جدا على نفسي .. كنت أحب أن اراك دائما مبتسم .. كنت أبحث عما يضحكك و يفرج عنك و أفعله .. حتى أرى تلك الضحكة الهادئة على شفتيك .. كنت أعلم بما فيك و أرى كثيرا ممن حولك يتعاملون بتلك الطريقة التي كنت أعلم جيدا أنك لا تحبها .. و عمدت أنا و أقولها الآن سواء كنت قد أدركت ذلك أم لا ، أني حقا كنت متعمدة أن لا أكون مثلهم .. كنت بالنسبة لي سويا .. لا شيء يمنحك الحق في أن تقصر في السؤال علي .. و لا مانع من أن أعتب عليك في أي أمر .. و لم أتوانى أن أغضب منك لشعوري بأنك لا تهتم ... لم يكن مبررهم مقنع بالنسبة لي .. لم اشأ أن أعطيك هذه الحجة الواهية .. لأني كنت أعرف على الدوام أنك مثلنا جميعا و مثل كل الأصدقاء من واجباتي أن أثني عليك حين تفاجئني بأمر رائع و من حقي أني أغضب حين تثيرني أفعالك، أنا و انت نمقت الشفقة و لا نتحمل أن نعامل بها ... هل أنا محقة في ذلك ؟؟ دعني أؤكد بذكائي و بمعرفتي بك اني على حق أتذكر متى بدأت علاقتي بك تصبح قوية .. حين تعبت في الكلية ذلك اليوم و لم اقوى على الحركة .. لم يكن قد مر يومان على معرفتي بك بالرغم من أني كنت اراك و أسلم عليك كثيرا لأنك كنت برفقة أصدقائي .. في ذلك اليوم اتصلت بي لتطمئن عليا و لحظتها عرفت أنه أنت بالرغم من أني لم أكن قد حادثتك هاتفيا من قبل .. و أخبرتني أنك آسف لأنك أخذت رقمي من صديقتي .. و أنا لم أغضب ، لأني كنت أعرف أنك إنسان يحترم نفسه قبل الآخرين و من يومها و نحن أصدقاء بطريقتنا و مرت بنا الايام و تناقشنا كثيرا و اختلفنا أكثر.. و لكن بقيت علاقتنا طيبة على الدوام .. حتى ذهبت إلى ذلك المكان و رقدت على ذلك السرير الموحش الذي اغتصب لمعة عينيك ... و شعرت وقتها بمدى اكتئابك و وحدتك .. فكنت أحادثك كثيرا لأطمئن عليك و لا تخلو مكالماتنا من المداعبات و الضحك كأن شيء لم يكن ،و قمت بزيارتك أنا و بقيت الأصدقاء ... و كانت أول و آخر زيارة لي ... أتذكر ردة فعلك حين دخلت و سلمت عليك .. لقد قلت ( أبوس ايدك بلاش تضحكيني ) .. حتى سلامي عليك أثار غيرة البعض و لا أعلم لماذا إلى الآن و لكن أنت كما تعرفني لا ابالي لأحد ... و بالرغم من تحذيرك السابق لي .. ضحكنا سوية .. و مثلت لك أنا و أصدقائنا مشاهد ارتجالية ضحكنا عليه كثيرا .. و الأهم اننا ضحكنا من قلوبنا ... و حين هممت بالرحيل أسعدتني حقا نظرة عينيك لي و مرت الايام و خرجت من ذلك المكان و لكن حدث بيننا خلاف أو لنقل عتاب لأنك لم تكن تسأل عني .. و عاتبتك بشدة حتى لا تتخذ تلك الحجة البالية .. و بعدها لم احادثك مرة أخرى .. و سافرت و بعد عدة أشهر علمت أنك فارقتنا بلا رجعةلم ابكي في لحظتها بل استمعت إلى بعض الأغاني ... و الله ما استهوانا بالخبر ... و لكن محاولة للهروب منه و رغبتي بأن يكون مجرد كذبة لترى بها مدى معزتك عندنا .. و بعدها بكيت كثيرا ... بكيت عليك و على نفسي و على من فارقوني من قبل .. و شعرت لحظتها بالندم أني لم احادثك و اني غضبت منك .. و أني كنت من الذين اعترضوا على حبك الوحيد ... بكيت و لم أعرف ماذا افعل ... و بعدها قرأت لك ياسين و دعوت الله أن يرحمك و يغفر لك و لنا
و بعد ذلك نسيت الندم و تأكدت أني ما فعلته معك كان منتهى الصداقة بيننا .. أنا لم اشفق عليك و لم اشعرك لحظة بذلك لأني مثلك لا أتحمل هذه النظرة من الآخرين ... و لذلك اقتنعت أن كل ما حدث كان هو الصواب ... و إني لا أكتب هذه الرسالة لأقول أني آسفة .. و لكني أكتبها لأني اشتقت إليك يا صديقي العزيز ... و لأخبرك أن ذكراك لا تزال بيننا و كلما تذكرت يوم زرتك بالمشفى و مثلت لك أضحك كثيرا من كل قلبي و اشعر بالسعادة لأني في يوم من الأيام كنت السبب في أن أرسم ابتسامتك و أدخل الفرحة إلى نفسك في أكثر الأوقات التي كنت تحتاجها فيها
لا أملك الآن سوى الذكرى الطيبة و طلب الرحمة و سؤال الله عزوجل أن يجمعنا على خير
صديقتك التي أضحكتك حتى دمعت عيناك